الجمعة، 27 مايو 2011

الخبر السعيد

أخيرا أغلقت الباب خلفها و أصبحت وحدها .. استندت على الباب بظهرها كأنما تتأكد من انغلاقه .. ثم اسندت رأسها الى الباب و حانت منها ابتسامة يصحبها شهيق طويل أعقبه زفير مريح و أغمضت عينيها لجزء من الثانية ثم اعتدلت واقفة .. ألقت حقيبتها و مفاتيحها على المنضدة المجاورة و توجهت الى حجرتها .. نظرت طويلا الى وجهها في المرآة .. كانت تعلوه ابتسامة هي مزيج من النصر و الفخر و الغنج و الدلال .. ـاملت وجهها و قوامها :انما تراهما لأول مرة  .ز تحسست خصرها بكفيها .. أزاحت الخمار و أسدلت شعرها .. فتحت صوانها .. و امتدت يدها تبحث عن رداء يبرز جمالها و أنوثتها .. ها هو .. بدلت ملابسها و هي لا تزال ترنو الى وجهها في المرآة الذي ما زالت تعلوه نفس الابتسامة مختلطة الأحاسيس .. و كان بريق أنثوي رائع يشع من عينيها .. تزينت و تعطرت .. خرجت الى غرفة المعيشة و لكنها هذه المرة لم تدر التليفزيون كعادتها بل جلست الى جوار الهاتف .. أمسكت به ثم تساءلت أتهاتفه؟ .." لا .. لن أهاتفه " و بينما هي تغالب نفسها لتبتعد عن الهاتف .. رن الهاتف .. و كان هو .. "هل أخبره؟ .. لا لن أخبره" هكذا كانت المناقشة تدور في رأسها حين انساب صوته اليها كأنما تسمعه لأول مرة .. هو أيضا شعر أن في صوتها اختلافا
-        ماذا بك ؟ - سألها
-        لا شئ .. عادي. – أجابت
-        في صوتك اختلاف ..
-        ربما .. و لكي لا يستمر في محاولة معرفة ما يحدث سألته: "هل ستتأخر اليوم؟"
-        أجاب: سأكون بالبيت خلال ساعة بإذن الله
-        سأنتظرك .. أحبك
جالت بعينيها في أنحاء البيت، و أحست بحيوية غريبة تدب في أوصالها و قررت أن تعدل بعض الأشياء لتضفي جمالا و اختلافا على المكان .. أضافت بعض اللمسات بالزهور و الأقمشة الملونة .. و أعدت المائدة .. و ها هو مفتاحه يدور في الباب .. تقافز قلبها من السعادة .. كأنها ستراه لأول مرة .. و تجمدت مكانها محاولة استجماع شتات نفسها الى أن ناداها بعد أن جال بعينيه في الردهة، و أعجبه ما رأى .
خرجت اليه مبتسمة ابتسامتها العذبة التي يعشقها ، رمقها بنظرة اعجاب مستفهمة .. و قال " كم تبدين جميلة اليوم " .. طبعت قبلة على وجنته .. و احتضنت كفه بين كفيها و قادته الى حجرتهما .. طلبت اليه أن يبدل ملابسه و يستعد لتناول الطعام ، و خرجت و أغلقت الباب خلفها دون أن تمنحه فرصة ليسألها السؤال الذي رأت في عينيه.  كان وجهها ينطق بسعادة طاغية ، و كان لعينيها بريق يخطف القلب.

جلسا الى المائدة .. كانت تنظر اليه بحب و سعادة .. كانت تنظر اليه نظرة امرأة .. أما هو، فكان يتفحص وجهها محاولا فهم ما يدور ..
-        "لكم تبدين جميلة اليوم! ":  قالها بصوت هادئ .. علت وجهها حمرة هادئة
-        سألها : "ما سر تلك النظرة في عينيك ؟ .. ما سر ذلك الغنج في صوتك؟ ما سر هذا الجمال الذي يشع من ملامحك ؟  "
ابتسمت في هدوء .. و أمسكت بكفه و احتضنته على بطنها .. و همست: " هنا يكمن السر، و كلما نما سأزداد جمالا و أنوثة .. و ستزداد أنت سعادة بي و به"
رمقها بنظرة متسائلة هل تعني ما فهم ؟ أجابت بإيماءة من رأسها  .. رفع يديها الى شفتيه و قبلهما .. و ربت عليها بحنان بالغ و قال:" لم أرك يوما بمثل هذه السعادة التي زادتك إشراقا و جمالا " .. أجابت مبتسنة ابتسامة ساحرة:" اليوم أشعر أني امرأة كاملة .. و سيظل هذا الشعور معي الى الأبد .. أعدك أن تراني كل يوم أجمل .. فقط عدني بأن تظل تحبني و تحب سرنا الصغير الذي ينمو بداخلي "

ضمها طويلا الى صدره و هو يربت على رأسها و كتفيها، و هي هادئة مطمئنة، مستمتعة بذلك الدفء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق