الأحد، 29 مايو 2011

بيت من الأحلام

منذ عرفتك أصبح لي بيت .. رسمته في خيالي بيتا صغيرا بسيطا جميلا هادئا و دافئا .. تملأ جنباته همساتنا و كلماتنا و ضحكاتنا و احيانا مشاجراتنا الصغيرة التي ما تلبث أن تنتهي بكلمة أو بابتسامة أو بنظرة .. أثثته ليضمنا بين جنباته حبيبين و صديقين و عاشقين .. زرعت شرفاته بالورود ليكون عبيرها  أول هواء تتنفسه في الصباح مع أول ضوء للنهار يطل علينا  من نافذة حجرتنا.. و لأرى على وجهك تلك الابتسامة التي طالما أحببتها .. و كثيرا ما تمنيتها .. و غالبا ما ضننت عليّ بها ..   
اخترت له الاضاءات الخافتة و الألوان الهادئة الدافئة .. و أثاثا بسيطا مريحا يمنحنا مساحة من الفراغ المريح .. و زينت لك أركانه بالقطع الفنية و اللوحات التي تحب .. بحار و قوارب و أمواج و مروج خضراء و زهور و براري ..
رسمت بعناية شديدة لحظات عودتك من العمل منهكا و متعبا .. عبير الورود يتسرب بهدوء إلى جنيات المنزل .. الإضاءة هادئة .. البيت مرتب .. الطعام معد .. و أنا انتظرك بابتسامة .. أهمس في أذنك أوحشتني و أحبك .. و أتركك بعد ذلك لتتخلص من غبار اليوم و تبدل ملابسك .. في أثناء ذلك أعد المائدة .. و أنتظرك.
أرى على وجهك تلك الابتسامة المرتاحة و المريحة .. و ألمح في عينيك هذا البريق الذي طالما أحببته .. تسألني عن أحوالي و نتبادل حديثا هادئا و دافئا أثناء تناول الطعام .. و بعدها نجلس سويا في حجرة الجلوس نتقارب من بعضنا البعض .. تحكي لي عما أفرحك و ما أحزنك و ما أهمك طوال اليوم .. تسألني رأيي في بعض الأمور ثم تفعل عكسه في اليوم التالي .. لا يهم .. المهم أننا نستمتع بما نفعل و نقول سويا .. المهم أنك تأنس بوجودي ..المهم أننا معا .
منذ عرفتك و أنا أحيك خيوط هذه الصورة خيطا خيطا .. و أنقض منها أجزاءً و أغزلها مرة أخرى أجمل و أبهى .. و حلمت كثيرا باليوم الذي سيجمعنا فيه هذا البيت و نصبح سويا .. نتقاسم الضحكات و البسمات و الدمعات و الممازحات و الكلمات و الأفكار و المشاحنات .. نتقاسم كل شئ
أتعرف؟ .. إن أكثر ما آلمني منذ عرفتك أنك أبيت أن تشاركني هذا الحلم .. ضربت سياجا بيني و بينك لم أستطع أن أعبره إليك .. وددت كثيرا أن أعرف رأيك فيما حلمت به و لكنك دائما ما كنت تنجح في أن تجرجرني إلى مساحة أخري في الحياة بعيدا عن ذلك الحلم .. كنت أسعد أني أشاركك فيها .. و كان يؤلمني أنك لا تحب حلمي .. كان يؤلمني شعور بأنني عاجزة عن إثارة انتباهك لما أريد .. كنت أتساءل بيني و بين نفسي .. هل حقا تحبني؟ هل حقا تجدني تلك المرأة التي تود أن تحيا معها إلى نهاية العمر؟ هل أملك في نظرك ما يجعلك تحلم بي؟ هل أنا حقا امرأة تستحق رجلا مثلك؟
ظلت التساؤلات تطن برأسي و تتنامى إلى أن بهت الحلم و غامت صورته .. و اختفت أجزاؤه .. و أول جزء اختفى .. كان أنت .. بعدها انهار الحلم كاملا و أصبحت بلا بيت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق