الجمعة، 27 مايو 2011

النقوش الفرعونية

               قال لى يوما أنني أشبه النقوش الفرعونية .. .. أحمل منها أسرارها و أخفي في قسمات وجهي بهاءها.. و اغوص في بحار غموضها، قال لي أن تأثيري في النفوس باق كما بقيت هي.. كما تحدت السنين و الأيام و عاشت تؤثر في الأجيال بعد الأجيال و في مختلف الأشخاص والثقافات .. قال لي ان غموضي فاق غموض أي امرأة أخرى .. قال لي أن شامبليون بذاته لن يستطيع فك أسرار غموضي، لن يستطيع أن يحل لغز قسمات وجهي و ابتسامتي و نظرات عيني.. أخبرني عن كل أوجه الشبه بيني و بين النقوش الفرعونية و صدقته .. و لكنه نسي وجها مهما للشبه بيني و بينها، نسي أن للنقوش الفرعونية لعنة كما لي أنا أيضا لعنة و لكن الفرق بيني و بينها أن لعنتها تنصب على الآخرين أما لعنتي فتنصب علي وحدي دون غيري .. نسي أن لعنتي هي قلبي.. نسي أن كل هذا السحر و الغموض و البهاء في قسمات وجهي ما هي الا قناع لامرأة بائسة تاهت في العصور و الآونة .. عاشت بين الناس غريبة.

نسي أنني أعيش كمن عاشت دهورا طويلة أعيش كمن شهدت كل أحداث الماضي و لكنها فقدت القدرة على ادراك الحاضر.. تعيش في خيالات دائمة و تنسى أن هناك واقعا آخر الآن..واقع عليها أن تحياه.. نسي أنها رغم حبها الكبير له فانها لم تفصح له و لو مرة واحدة عن ذلك الحب، نسي أنها عاشت معه سنين طويلة و لكنها ظلت غريبة لم تشعر يوما أنها تنتمي له رغم أن الحب انتماء.. نسي أنها أعطته كل ما تملك و أنه أيضا أعطاها الكثير و لكنه لم يكن كافيا بالنسبة لها.. كان هناك شيئ ناقص.. شعر معها بالسعادة التامة شعر معها أنه يملك الدنيا كلها و لكنها يوما لم تشعر بالرضا.

لم تكن ساخطة عليه كانت تعلم أنه يحبها حبا لا حد له و هي أيضا تحبه و لكن هناك شئ ناقص لا تعرف ما هو؟  ظنت طويلا أنه الاعتياد فهي لازالت غير معتادة عليه.. و لكنها اكتشفت خطأها .. بررته أحيانا بأن لها أحلاما لم تتحقق و لكن ما هي تلك الأحلام؟.. طوال حياتها كان حلمها هو الحرية .. الحياة بال قيود، بلا أسوار، كانت تحلم أنم تحيا و أفكارها.. أن تنجب من تلك الأفكار شيئا عبقريا.. علمت منذ زمن أن وجود انسان آخر في حياتها سيمنعها من ممارسة تلك الحرية .. ليس كنوع من التحكم و لكن بصورة من صور المعايشة فعليها أن تستجيب له عليها أن تبادله العطاء بالعطاء.. شعرت كثيرا أنها عاجزة عن العطاء و لكنها لم تتنوقف.. ضغطت على مشاعرها و أحلامها و أعطت .. كانت أحيانا تشرد منه تسمع حديثه و شكواه و هي تائهة، عيناها معلقتان بأحلام خفية تدور حولها تداعبها تتمنى لو تمسكها، تتمنى لو تحقق و لو واحدا منها و لكنه الى جوارها يحتاجها.. تخلت عن احلامها حلما حلما و استنزفت أفكارها فكرة فكرة .. و الآن ..
الآن فقط تركها.. فهي لم تعد بذلك السحر و البهاء فقد فقدت سر جاذبيتها .

أصبحت كمثيلاتها من النساء . بل أبشع من أي امرأة عرفها فقد سقطت عنها أقنعتها و بقي منها حطام امرأة استنزفتها الأيام.. فهل كان يحبها؟

                                                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق