الأحد، 29 مايو 2011

أنا .. و المطر .. و أنت

يتملكني شعور غريب .. شعور بين الهدوء و الحزن و الرغبة في إطالة الصمت .. و أحيانا البكاء ..
يذكرني البكاء بالمطر .. فبعد البكاء الشديد تأتي راحة أشبه بهذا الهدوء الذي يتلو لحظات المطر الشديد.
لكم أحب المطر و أحب رائحة الهواء أثناء المطر و بعده .. يا الله .. أشعر أنه يتوغل إلى داخل ذرات نفسي و خلايا دمي فيحيل حزني هدوءا .. و غضبي مرحا .. و نزقي ابداعا .. تذكرني تلك الأحاسيس بسحر أنفاسك حين أتنفسها ..  تدخل الى رئتي فتحيل الظلام نورا .. و تجذب النوم الهادئ الى جفوني .. أضع رأسي على صدرك العريض و أداعب بيدي شعيراته الكثيفة و أتمنى لو بقيت هاهنا الى الأبد .. تمنيت أن أستمع لصوت نبضات قلبك و أنت تحتضنني و لكن الغريب أنها لم تكن هناك و لو لمرة واحدة.. هل حقا  تحبني كما تقول؟ لا أظن .. أظنك فقط أحببت ابتسامتي الفرحة الخجلى كلما أطلت النظر إلى وجهي أو أطريت عليّ بكلام جميل .. أظنك فقط أحببت هذا الحب الجارف الذي يطل من عينيّ نحوك .. أظنني فقط أشعرتك بذلك الامتلاء الذكوري و بأنك قادر على أن تؤثر في امرأة و تجعل حياتها كلها تدور في فلكك .. نعم هكذا كنتُ .. كنتُ كوكبا يدور حول نجمه المضئ .
أتعرف  أنك كنت نافذتي لأطل على ما حولي و من حولي؟ أتعرف أنك كنت الحلم الجميل الذي تكتحل به جفوني في النوم؟ أظنك تذكر كم هاتفتك لتكون أول صوت أسمعه حين أصحو و آخر صوت أسمعه عند نومي .. يااااه .. لا زلت أذكر شعوري عند سماع صوتك عبر الهاتف يدللني و يداعبني .. و أذكر أيضا أن هذا كان في الأيام الأُوَل .. و آآآآآه من الأيام الأول.
أحببتك كما تحب أمرأة رجلأ .. أحببتك و جعلتك كل شخص حولي .. كنت حبيبي .. و صديقي و صاحبي و أبي و أخي .. كنت كل شئ لي .. و لكن يبدو أنك لم تحب من هذه الأدوار إلا دورا واحدا .. الصديق .. و ارتضيت أن تكون مثلهم جميعا .. فكلهم كانوا يفضلونني صديقة .. لا أحد منهم امتلك الجرأة ليعبر أسوار القصر و يخطفني .. الفارق بينك و بينهم أنك لم تكن بحاجة لعبور الأسوار فقد فتحت لك كل الأبواب .. من أيها شئت ولجت ..
أتعرف؟ بعد أن مرت تلك السنون منذ افترقنا.. لم أبرأ بعد من الجرح .. لا زالت عيناي تذرفان الدمع كلما ذكرتك .. لا زال المطر يذكرني ببكائي بين يديك .. لا زالت رائحة الهواء النقي الدافئ المبلل بعد المطر تذكرني بأنفاسك .. أيها الرجل أما تملك قلبا؟ كيف لم تشعر بكل هذا الحب .. كيف لم تشعر بي كامرأة .. أنا التي ما كنت امرأة إلا معك .. أنا من أتقنت فنون الحب و الغنج و العشق و خبأتها لأجلك أنت و مارستها معك أنت .. كيف تمكنت من تجاهل ابتسامتي الخجلى و بريق عيني الحيي الغنج حين تغمرني بتلك النظرة التي لا ينظرها إلا رجل لامرأة ..
أخبرني كيف هي الحياة بغيري؟ أخبرني كيف هو الصباح بدون ابتسامتي؟ أخبرني كيف هو النوم بغير دلالي و غنجي و همسي في أذنيك .. أحبك ..
أتعرف؟ من أجلك أنت نظرت في وجوه ما كنت لأنظر إليها أبدا .. من أجلك أنت أرقتُ ماء وجهي .. من أجلك أنت خضت حروبا أثخنتني جراحا و ألما .. من أجلك أنت طفت الدروب و الوديان و الجبال .. تمنيت فقط أن أري السعادة على وجهك أن أري عينيك الزجاجيتين تضحكان بحنو .. كنت طفلة تمارس لعب الأطفال بين يديك و تتمنى أن تضمها إلى صدرك و تبتسم في وجهها ابتسامة رضاً و لكنك أبيت .. استنفدت كل حيلي و قهرت براعة الأنثى بداخلي .. جردتني من أنوثتي .. لم أكن لك سوى الصديق الذي تعلم جيدا أنه لن يخذلك .. و أنك مهما قصرت في حقه فلن يعذلك .. واهٍ لأنانيتك يا رجل .. واهٍ للألم الذي ما زال يحرِّق ضلوعي .. أما أشفقت عليَّ؟
لكم هو قاس قلبك .. و لكم هي جامدة ملامحك .. و لكم هي زجاجية عيناك .. و لكم كنت ساذَجة حين ظننت أن بكائي أو صراخي أو حتى موتي بين يديك سيشعرك أنني محمومة بحبك و أن دوائي هو أنت ..
لا أملك سوى كلمات أخطها على ورق لن يصلك منه حرف واحد .. فلن نجتمع أنا و أنت أبدا إلا على الورق.

هناك 3 تعليقات:

  1. جميله
    بس فيها الكثير من الحزن
    , إسمحيلي بحس ساعات إنك بتستخدمي كلمات ثقيله أو بمعني أدق كبيره أكبر مما تحتمله أذن القارئ مثل
    ( غنجي , ولجت )و لكن عجبتني جدا الصوره أو التشبيه
    ( تجعل حياتها كلها تدور في فلكك .. نعم هكذا كنتُ .. كنتُ كوكبا يدور حول نجمه المضئ )
    بجد تصوير جميل جدا و تشبيه بليغ علي درجه أهمية هذا الرجل في حياة بطلة القصه

    أعذريني علي تعليقاتي بس أنا بكتب اللي بحسه لما بقرأ ما تكتبيه .

    خالد عبد العليم

    ردحذف
  2. http://sanaa-aboulnasr.blogspot.com20 يونيو 2011 في 9:04 م

    خالد شكرا لك على هذا التعليق . يسعدني أنها أعجبتك
    أعرف أن بعض كلماتي مستَغْرَبَةٌ و لكني أكتبها كما أشعر بها.
    فيما يخص جملة دوران المرأة حول الرجل و جعله محور حياتها و شمس مدارها فهذا فيما أعتقد هو ما تفعله و تشعر به كل امرأة تحب رجلا

    لا تعتذر عن تعليقاتك لأنني لا أنتظر التصفيق و المدح عن كل ما أكتب بل أنا حقا استمتع بكل تعليق حتى حين يكون فيه نقدا

    ردحذف
  3. لم أقصد أن كلماتك مستغربه و لكنها قد تكون صعبة الفهم في بعض الأحيان خاصة أنهاممكن أن تكتب بصوره أكثر بساطه و لكن دون الساس بالمعني لتصبح سهلة الوصول إلي المستويات العقليه الختلفه يا حضرة الأديبه .
    و شكرا لسعة صدركم لتعليقاتي البايخه

    خالد عبد العليم

    ردحذف