الجمعة، 27 مايو 2011

صندوق الذكريات


اليوم عادت الى صندوقها القديم ، حنينا غريبا كان يشدها الى ذكرياتها القديمة،
شيئا غريبا يحدث بداخلها تلك الأيام، شعور غريب يسيطر على أحاسيسها، شجن غريب يعزف لحنا يملأ أذنيها، يغير طبيعة نبضها، يشعرها باختناق أنفاسها دو ن سبب واضح، كأن قبضة تضغط برفق على قلبها لا تعتصره و لكنها تؤلمه. ما الذي يحدث لها ثم ما تلك الهواجس الغريبة التي تسيطر على فكرها؟
في آخر مرة التقت فيها مع صديقاتها شعرت بنفور غريب منهن، أحست بغربة شديدة حتى أنها لم تنطق حرفا الا لترد على سؤال وجه اليها و في الغالب هو سؤال عن أحوالها في العمل و في البيت و في الغالب كانت الاجابة بحمد الله كعادة الجميع في هذا المجتمع.
عادت الى البيت لتحتمي بجنباته من شعور الغربة فوجدتها أكثر غربة بداخله.. أين ستشعر بالانتماء اذا؟ ................
و في آخر مرة خرجت فيها مع والديها للاستمتاع بأحد عروض الأوبرا – و لكم استمتعت به – راودتها فكرة غريبة. هل سيأتي عليها اليوم الذي تجد نفسها مضطرة الى الاستمتاع وحدها دون صحبة آمنة أو مسلية أو دافئة ... هل سيأتي عليها اليوم الذي تفر فيه سريعا من دار العرض حتى لا يلحظ أحد أنها وحيدة ...  لم هي تخشى الوحدة هكذا و لم دائما تشعر بها و بالغربة؟ لم تفتقد دائما الأمان؟ لم تسري البرودة دائما في أوصالها .. برودة حقيقية تأكل جسدها النحيل و تترك فيه آثارا مشوهة .. طلبت لذلك دواء لدى الكثيرين و لكن كل الأطباء فشلوا معها .. و في النهاية أدركت أن ذلك الصقيع نابع من داخلها لا علاقة له بالجو انما هو ذاتها الخائفة تعبر عن احساسها..

حاولت ابعاد تلك الهواجس عنها، عادت الى فراشها مقاومة حنينها الى صندوقها القديم، القت برأسها على الوسادة و استلقت على جانبها الأيمن، حاولت أن تغمض عينيها، أحست بدفء الدموع يسري بداخل جفونها، قاومت البكاء و اعتدلت جالسة في فراشها، أضاءت النور مرة أخرى و توجهت الى صندوقها القديم علها تجد بداخله ما يسري عنها و يفرج تلك الانقباضة التي تؤلم قلبها.. و لكن ماذا ستجد في هذا الصندوق لا شئ سوى ذكريات لأحلام قديمة و قصص حب باءت جميعا بالفشل .. هل في ذلك ما يسري عن قلب حزين؟؟؟؟؟.....................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق