الخميس، 30 يونيو 2011

غجرية

حين كتبت اسمها وجدته يشبه الأسوار .. انها حبيسة كل شئ في حياتها..... الاسم، الملامح ، الحجم ، المكان، الأسرة .. كل شئ حولها هو سجن. روحها تود الانطلاق ، تتوق للتغريد.. للفرار للرفرفة ... لكل شئ حرمت منه منذ أن كانت طفلة صغيرة.. تتوق للهو .. تتوق للمرح.. تتوق للحب... .حتى الدخول في علاقات لا طائل من ورائهاتتوق له..وكأنما تريد أن تعيش كغجرية تسافر في أنحاء الدنيا.. بلا قيود  .. بلا أغلال .. تنطلق بخفة و رشاقة لا تستقر في مكان ولا زمان و لا علاقة.
لا تريد أن يربطها بالبشر سوى علاقات عابرة .. بلا عمق، مجرد وجوه و أسماء تمر في حياتها بلا مدلول أو معنى مجرد أشياء تحشو بها ذاكرتها فقط.. فهي لا تريد أن تجلس وحدها في حجرة داخل منزل محاطة بالحيطان من كل اتجاه تفكر فيما مضى.. تود لو تعيش مثل الطيور بلا ماض بلا مستقبل مجرد ايام تمضيها يوما بيوم بلا تفكير أو عناء..لا يطالبها أحد بشئ ولا تطالب أحدا بشئ..

و في نهاية عمرها.. يجدها  الناس جسدا ملقى على صفحة المياه بلا ملامح حتى لا يعرفه أحد مجرد جسد ملقى بلا دلالة.. فهي لا تريد أن تنطبع في ذاكرة أحد فتظل حبيستها..

غجرية أرادت أن تحيا بحرية.. تهوى الانطلاق.. حتى في موتها اختارت الانطلاق على صفحات الماء.. لأنها لا تحتمل أسوار الغير حولها.. غجرية.



                                                                                سنــــــــاء ابــــــــو النـــــــصر
                                                                                          18/11/1997   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق