السبت، 26 مايو 2012

هيعيش و لا لأ؟!!!!!!


نرجع تاني و نقول يوم 11 فبراير 2011 الساعة 8 الصبح أول ما نزلت الشارع علشان أروح شغلي حسيت بالحلم جوايا بيتولد و مليت صدري بالهوا .. كانت ريحته مختلفة اترسمت ابتسامة على وشي و حسيت إن راسي طايلة السحاب من السعادة .. خطواتي على الأرض كانت كأني طايرة .. لأول مرة أحس إن عندي وطن.

أبص في وشوش الناس أشوف الأمل و الحلم و الرغبة في اننا نكون بني آدمين .. أيوة ماكناش قبل كده بني آدمين .. كنا كائنات أقل من كده. رغم غياب الأمن و رغم صعوبة الظروف كنت لأول مرة أشوف الناس بتساع بعض و بتوسع لبعض .. و الصغير بيقوم للكبير في الأتوبيسات و الترام ... بجد كنت سعيدة في اليوم ده و الأيام اللي بعده.

بس شوية بشوية ابتدا الشعور ده يختفي تاني .. واحدة  واحدة و بالتدريج اتقسمنا باستفتاء بين نعم و لأ و اتساوت نتيجة الاتنين في الآخر بس احنا فضلنا نعاير بعض برضه .. و بعدين أحزاب و بعدين انتخابات برلمان و نسينا مشروعنا الأساسي و حلمنا الكبير .. حلمنا بوطن يضمنا باختلافاتنا من غير معارك .. للأسف رجعنا تاني نتعارك و نخون بعض و رجع يموت مننا ناس و كل اللي تسمعه " هم ايه اللي وداهم هناك؟" " دول بلطجية" ... "دول مخربين ".. "دول متمولين" ...

اتفرقنا تاني .. و النفس رجع يتقل جوا صدورنا و الحلم يتسرب من ايدينا .. و ناس أكتر تموت .. و أعراض تُنتهك .. و السلبية بتزيد و التخوين يزيد و الدستور ما بيتكتبش و النظام السابق ما يتحاكمش و المدنيين يتحاكموا عسكري و العسكريين يتحاكموا مدني .. و ناس تقول عايزين الاستقرار .. تقوم الأزمات تتوالى .. شوية ترويع و تخويف .. و شوية زيادة أسعار .. و شوية أزمات بنزين و بوتاجاز .. و الصراخ يعلا .. الرحمة .. عايزين الاستقرار .. طب خدوا انتخابات رئاسية من غير دستور يحدد صلاحيات الرئيس و نتلهي بين المرشحين و ناس تدخل و ناس تطلع و ناس تطلع و ترجع تدخل تاني و احنا مش فاهمين و بعدبن في وسط الزحمة يقول لك هنعمل إعلان دستوري مكمل لتحديد صلاحيات الرئيس ..

و يفضل النفس يتقل في صدورنا كأن في محاولة لخنق الحلم جوانا .. لمنعه من إنه يطلع للنور ... طب ليه؟!!! داحنا حلمنا كان بالخير مش عايزين حاجة لنفسنا .. كنا عايزين وطن لينا كلنا .

و تحصل الانتخابات و بقدرة قادر أقل الناس شعبية في المرشحين يكون الأول بفارق كبير عن التاني ، رغم إنه جزء من النظام اللي زال يوم 10 فبراير 2011 بالليل و شارك في المجازر اللي ارتكبها و استهزأ بالشعب و الثورة .

و رجعت أحتار .. هو فعلا الشعب اختاره؟ طب ازاي ؟ ده متعلق في رقبته دم كتير ؟!!! هو الدم هان علينا و لا إحنا نسينا؟!!!! و لا اللي حصل كان مقصود و بفعل فاعل؟!!! ما قدرتش أوصل لحل ... بس حلمي اتخنق أكتر و ابتدا في الاحتضار ..

لسة في بصيص أمل لحد بكرة .. أرجو من الله أن يجعل لنا مخرجا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق